الاستحمام بانتظام هل يتغير التوجه الشائع؟
يختار الكثيرون عدم الاستحمام بشكل يومي، والخروج من هذا الروتين المتّبع بشكلٍ واسع، حيث يعتقدون بأن استخدام الصابون بانتظام يضرهم أكثر مما ينفعهم.
إن مهمة الاستحمام بشكل يومي والتي تعتقد أنه لا مفر منها، هي ليست أكثر من مهمة روتينية تفرضها على نفسك، وقد لا تكون ضرورية لنظافتك كما تعتقد. يجب التفكير في هذه الحقيقة المنتشرة على نطاقٍ واسع على أنها هاجس يسيطر علينا، والذي هو في حد ذاته نتيجة للتلاعب بأفكارنا في هذا العصر. نعم، ربما تم تغذية العقل الباطن لدينا بحقائق غير واقعية من خلال الإعلانات المتكررة للعلامات التجارية، وهذا هو السبب في أننا نحتاج الآن إلى صفعة قوية توقظنا من هذه الدوامة الحلزونية. نعتقد بقوة من أنه لا مفر من تراكم الأوساخ على أجسادنا طوال اليوم دون الاستحمام بالصابون، ولكن قد يكون العكس صحيح تمامًا.
أحد أطباء أمراض الجلدية -والذي يعمل كمدير طبي منذ سنوات- يذكر بأن حوالي 80٪ من البكتيريا والجراثيم الأخرى التي قد تسبب الروائح، يمكن التخلص منها بسهولة بمجرد الاستحمام بالماء.
اكتشاف الحقيقة
إذًا، ما هي الحقيقة؟ هل نحن حقًا لسنا بحاجة لأن نستحم يوميًا، أو أننا بحاجة للاستحمام، ولكن ليست هناك حاجة لاستخدام سائل الاستحمام مرارًا وتكرارًا؟ أسئلة مثل هذه تتحدى إكمال حياتنا اليومية وتجعلنا نتساءل عن أنفسنا. حسنًا، الأمر ليس سهلاً كما يبدو، لكي تتخذ قرارًا، يلزمك فهم الأساسيات المتصلة بالأمر، دون التركيز على التفاصيل الزائدة عن الحاجة.
يجادل الكثيرون حول العالم الآن، بأن استخدام الصابون بانتظام يضر أكثر مما ينفع، وأن عدم الاستحمام يوميًا لن يقلب العالم رأسًا على عقب. وذلك كونهم يدعمون فرضية أن البكتيريا الجيدة الموجودة على الجلد، ستقوم بالمهمة الطبيعية لتنظيف البشرة ومعالجة الرائحة غير المرغوبة.
ماذا يعتقد الخبراء؟
على الرغم من اتفاق الخبراء مع ما ذكرناه سابقًا، لكنهم يعتقدون أيضًا أن كمية صغيرة من البكتيريا قد لا تختفي من تلقاء نفسها، مما يجعل الادعاء السابق غير مهم. لأنه من الممكن أن تتكاثرالبكتيريا بشكل كبير من وجود كمية صغيرة فقط، خاصةً في مناطق الجسم الدافئة، والمظلمة، والرطبة، مثل الإبطين وبين ثنايا الجلد، وغيرها. مما يؤدي إلى تفتيت العرق والتسبب في ظهور رائحة كريهة. قد يؤدي انتشار البكتيريا في أماكن مثل هذه إلى عواقب غير محمودة؛ كالحكة أو الطفح الجلدي.
في حين أنه قد يعتقد البعض أن نسبة حدوث ذلك الأمر هي نسبة كبيرة، يعتقد آخرون -ممن يدافعون عن فكرة استخدام كمية أقل من جل الاستحمام- على أنها نسبة لا تُذكر. لذا فإن هذا التوجه لن يحدث في أي وقت قريب. وفوق كل ذلك، يتمتع الناس بحرية اتباع ما يؤمنون به، ولكن يجب حساب العواقب بطريقة أكثر منطقية.
تبسيط العملية
هذا لا يعني بأن الناس سيبتعدون تمامًا عن مسألة الاستحمام، نستطيع القول بأنها استراحة قصيرة الأجل، أو أننا نبسط عملية التنظيف اليومية بأكملها، والتي يجب إجراؤها 7 أيام في الأسبوع. فعلى سبيل المثال، الشخص الذي يعمل في المحكمة ويجلس على مكتبه طوال اليوم، قد لا يتعرض للأوساخ طوال اليوم، وكل ما قد يحتاجه للتخلص من الأوساخ هو أن يستخدم مقشر جيد بمساعدة يديه.
يرى الباحثون أيضًا أن الغسل بالصابون هو اختيار شخصي للرجال والنساء. إذا كان شخص ما يبحث عن أفضل صابون للرجال، فهذا اختياره ولا يجب أن يخطئ بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان هناك من يدافع بقوة عن وجوب استخدام غسول الجسم. تمامًا كالمثل التالي: شخص لا يتعرض لأطنان من القذارة والأوساخ خلال يومه. فمن المحتمل أنه قد لا يحتاج حتى إلى تنظيف يومي، وقد لا يكون مخطئًا تمامًا إذا قرر ترك استخدام الصابون يوميًا.
هناك العديد من العوامل التي تحكم، أو التي يمكن للمرء أن يقول بأنها تملي عليه اختيار الاستحمام بالصابون يوميًا، مثل الجينات، و نوعية الملابس، وبالطبع العمر. بالنسبة لشخص يرتدي قماشًا يسمح بمرور الهواء من خلاله، فإن رائحة الجسم لن تمثل مشكلة كبيرة مقارنة بمن يرتدي قماشًا لا يسمح بمرور الهواء. علاوة على كل هذا، فإن فسيولوجيا جسم الإنسان تختلف أيضًا؛ فبعض الناس لديهم غدد عرقية أكثر نشاطًا ويميلون إلى التعرق أكثر، لذلك من الطبيعي أن يستحموا أكثر.
قد لا يزال البعض يفكّر، ولكن لماذا قد يرغب أي شخص في استبدال الطريقة الحديثة المدروسة بذكاء، بأخرى تفوح منها رائحة العصر الحجري؟ الجواب بسيط. في حين أن البدائل الحديثة قد تساعدنا في الحفاظ على نظافة أجسامنا، فإن الإفراط في استخدامها يزيد من تهيج البشرة وتلفها لدى البعض. ولماذا نفعل شيئًا لا يملك فائدةً تُذكر؟
حسنًا، قد لا يكون ذلك ضارًا وقد لا يسبب تهيجًا للجميع. ولكن حتى نتجنب ذلك، فإن الاستحمام يوميًا بصابون جيد يحمينا من البكتيريا والفيروسات المختلفة، والتي لا تموت بمجرد الغسيل بالماء. في النهاية، إنه اختيار شخصي، ولكن يوصى بشدة باتباعه من قبل الجهات المختصة، للحفاظ على أقصى درجات النظافة، ولحماية نفسك ومن حولك من الجراثيم الموجودة في كل مكان.