الذهاب إلى المحتوى الرئيسي

بالنسبة لنا، الحفاظ على النظافة أمر إلزامي، ولكن هل حددنا الآثار الجيدة والسيئة المترتبة على ذلك؟ 

في الوقت الحاضر، تضج الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة بالنصائح حول أهمية الحفاظ على النظافة، ويحاول معظمنا التوافق مع هذا المفهوم على نطاق واسع ولكن في الوقت نفسه، هل نظرنا إلى الجانب المعتم من هذه القصة؟

دائرة النظافة الشخصية 

كيف تحافظ على النظافة؟ هل تستحم بانتظام أم تقضي أسبوع عملك بدون استحمام؟ هل تحصل ملاءاتك على تنظيف دوري عالي الجودة كل أسبوع، أم فقط عندما يُملي عليك قلبك بذلك؟ ماذا عن المناشف والملابس الخاصة بك؟  هل ترتبها بشكل منتظم أم خزانة ملابسك في حالة من الفوضى؟ قد يكون من الجيد لدى البعض أن يظل مرتديًا ملابس النوم طوال اليوم، بينما قد يكون هذا الأمر مزعجًا للغاية لدى المهووسين بالنظافة، أيهما أنت؟

بين الاعتدال والهوس .. خط رفيع

على الرغم من أنه من الجيد الحفاظ على النظافة الشخصية، إلا أن القيام بذلك بشكل مبالغ فيه قد يجعلنا عرضةً بشكلٍ خطير للأمراض المختلفة. هناك خط رفيع بين العيش بسلام مع البكتيريا النافعة وبين الهوس الشديد بالتنظيف. قد تحتاج إلى السير في هذا المسار بطريقة أكثر دقة، خاصة في الأيام الأولى من حياتك، حيث أن أي خطوة في المسار الخاطىء، قد تكون أكثر ضررًا مما تتوقعه على الأرجح.

منذ أن تم اكتشاف أن البكتيريا تسبب الأمراض، أصبحنا  يقظين أكثر من اللازم، وقد أدى تبني النظافة والتطهير في وقت واحد إلى رفع حالتنا الصحية بشكل كبير، إلى الأبد. ومع ذلك، فإن الاعتراف بحقيقة أن البكتيريا ليست سيئة بذلك الحد الذي نتخيله، ليست فكرة خاطئة على الإطلاق.

العديد من المنافع

هناك الكثير من المسؤوليات البيئية التي تتحملها أجسادنا بإخلاص، بدايةً من تزويد الأرض بنصف الأكسجين، إلى الحفاظ على مستويات النيتروجين في غلافنا الجوي، وحماية أجسامنا من الكائنات الحية الدقيقة الأخرى. لذلك في كل مرة تقوم فيها بوضع كميات كبيرة من غسول الجسم أو فرك كريم الترطيب بقوة، فكّر في شركائك الآخرين في المعركة، المعروفين بالكتيريا النافعة، والتي تقوم بقتلها في كل مرة تمارس فيها هذه العادات. غسل اليدين خطوة جيدة، ولكن الإفراط في الغسيل ليس كذلك بالتأكيد.

وفقًا لمصادر حقيقية، يعتقد العلماء أن تعريض جسمك للبكتيريا النافعة في وقت مبكر من حياتك يساعد على تحسين جهاز المناعة، والاستجابة للكائنات الحية المختلفة في وقت لاحق من حياتك. من خلال ذلك الأمر، قد تتجنب ردود الفعل التحسسية على تلك الاستجابة، وذلك ما يسمى بـ"فرضية النظافة". أي أن ينتج الجهاز المناعي استجابة لا يمكن السيطرة عليها بسبب التعرض للبكتيريا النافعة.

التنوع البيولوجي الميكروبي 

من المهم جدًا البقاء على اتصال مع التنوع البيولوجي الميكروبي الذي توفره البيئة، والذي ينتقل لأجسادنا من أمهاتنا بعد الولادة مباشرة.

في معظم الأحيان، تكون الأمراض نتيجة عدم قدرة أجسامنا على تحديد البكتيريا النافعة الموجودة داخل نظامنا، بسبب نقص التنوع البيولوجي الميكروبي. ومع ذلك، لم يتم إثبات ذلك بأي شكل من الأشكال ولا تزال الأبحاث جارية حتى الآن. على سبيل المثال، لا تنتج رائحة الجسم عن العرق نفسه؛ ولكن بسبب تحلل العرق الذي تسببه البكتيريا التي تعيش على بشرتنا.

لذا فإن هذا يخلق لغزًا للأشخاص الذين يريدون حقًا البقاء بصحة جيدة، ولكنهم أيضًا لا يريدون أن يمرضوا بسبب البكتيريا النافعة الموجودة داخل أجسادهم. لا يوصي الخبراء أبدًا بتخطي الأساسيات مثل غسل اليدين، تحتاج إلى غسل يديك بالصابون والماء لمدة 20 ثانية على الأقل ثم تجفيفها، ولكن عليك التأكد من أنك لا تزعج البكتيريا النافعة عن طريق أخذ حمامات طويلة غير ضرورية، أو فرك الجسم بالصابون بشكلٍ عنيف. أيضًا، يعد غسل مناطق الجسم المعرضة للتعرق بغزارة بانتظام، خطوة جيدة تساعد للحفاظ على النظافة ويجب اتباعها.

ماذا عن المنزل؟

بالنسبة لمنازلنا ومن أجل منع انتشار الجراثيم وحماية أحبائنا، قد نستخدم محاليل تنظيف غير ضرورية. يجب وضع خطة تنظيف محددة للمنزل يتم فيها تحديد الأسطح التي ينبغي تنظيفها، حيث لا غنى عن التنظيف اليومي لإبعاد الجراثيم، فهذه هي الأسطح التي يجب تنظيفها بانتظام وليس المنزل بأكمله.

يخشى العلماء أن المبالغة في التنظيف بهذه الطريقة، يمكن أن يساهم أيضًا في تفاقم الحالات الطبية لطفلك مثل الربو والحساسية. كذلك يجب عليك أن تعلم، أنه في كل مرة تتعافى فيها من مرض دون مساعدة الأدوية، تصبح أقوى. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه لا ينبغي عليك استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن الأمراض التي تعتقد أنها ليست ضارة.

هذه مجرد آراء بعض الخبراء ولا ينبغي بأي حال من الأحوال اعتبارها بديلاً عن المشورة الطبية، لذلك يجب عليك دائمًا استشارة طبيبك العام كلما شعرت بالمرض.

ملكنا خبرتنا