الذهاب إلى المحتوى الرئيسي

بينت دراسة أجرتها مؤخرًا شركة نيلسون للأبحاث مع العديد من الأمهات، أن حوالي - % من الأمهات العصريات قلقات على أطفالهن، وحسب رأيهن أن أطفال اليوم معرضون لمخاطر أكثر عما كن هن أنفسهن في سن الطفولة. كذلك بينت الدراسة أن حوالي - % أيضًا من الأمهات شعرن أن الأطفال بشكل عام يمرضون بشكل أكثر هذه الأيام مقارنة بالماضي.

هذا في الواقع هو اتجاه للقلق يتزايد ويبدو أنه للأسف آخذ في الارتفاع. و السؤال هو، لماذا أطفال اليوم أكثر عرضة مما كنا عليه نحن في الماضي؟ وما الذي يسبب هذا التأثير السلبي عليهم؟ حسنًا، ذلك عائد إلى عدة عوامل خارجية وداخلية أيضًا. دعونا نتفهم هذه العوامل كي نؤمن حماية أفضل لأطفالنا.

  1. الجراثيم المتطورة: حقق العلم بمرور الوقت قفزات وإنجازات كبيرة من التقدم، لكن وللأسف كذلك فعل عدد من الجراثيم. وفيما نشطت العلوم والأبحاث في إيجاد العلاجات والأدوية للأمراض الموجودة، كذلك بعض من أكثر الجراثيم تكيفًا أصبحت ذات مناعة لهذه الأدوية في نفس الوقت. ونتيجة لذلك، لم تصبح هذه الجراثيم مؤثرة على أطفالنا فحسب، بل أصبحت ذات مقاومة للأدوية، الأمر الذي جعل مكافحة هذه الجراثيم والعدوى بها أكثر صعوبة، وبالتالي إصابة الأطفال بالمرض لمدة أطول.
  2. المناعة الأقل: لسوء الحظ، قد لا يكون الأطفال الذين هم في طور النمو ونظام مناعتهم لايزال في مرحلة التطور، قد لا يكونون قادرين على محاربة أمراض عصرنا الحديث بنفس وتيرة تطور هذه الجراثيم وتكاثرها. خلايا الجهاز المناعي لدى الأطفال لا تتمكن في كثير من الأحيان من التعرف على هذه الجراثيم الأحدث والأقوى، كذلك فإن جسم الطفل لم يقم بعد ببناء آلية الدفاع اللازمة للتصدي لهذه الأمراض والالتهابات، ونتيجة لذلك يقع أطفالنا فريسة لهذه الجراثيم والأمراض التي تسببها.
  3. تناول الأدوية بشكل متكرر: مع تزايد الأمراض والجراثيم، زادت وبشكل واضح أنواع الأدوية. يميل الآباء والأمهات المهتمين بصحة أطفالهم إلى التفكير في أكثر الأحيان أن زيادة جرعات الحبوب والكبسولات هو الحل للالتهابات المتكررة والأمراض الأخرى، ومع أن الأدوية مهمة للطفل، إلا أن الوالدين الموسوسين المذعورين يميلان إلى المبالغة والحماس الزائد في التعامل مع الحالة، وحتى من مجرد أول عطسة في بعض الأحيان! ويتم إعطاء الكثير من الأطفال المضادات الحيوية فورًا  - وهو أمر لن يفيد أطفالنا على المدى البعيد، لأنهم يصبحون معتمدين شيئًا فشيئًا على المساعدة الخارجية بدلاً من الاعتماد على جهاز مناعتهم الذاتية الطبيعية في أجسامهم.
  4. المزيد من الجراثيم، والتلوث، والمواد المسببة للحساسية في البيئة: نسمع بين الحين والآخر عن اكتشاف فيروسات جديدة وعن تفشي أمراض جديدة، الأمر الذي لم نكن نسمع به قبل بضعة سنين مضت، وفجأة أصبحت اليوم تشكل تهديدًا كبيرًا – سواء كانت إنفلونزا الخنازير، أو إنفلونزا الطيور، أو حتى فيروس الإيبولا. فهلا تساءلنا لماذا ظهرت وانتشرت تلك الأمراض واتخذت تلك الأبعاد الهائلة؟ السبب هو أن البيئة أصبحت أكثر ملاءمة لنمو وتكاثر هذه الجراثيم. بالإضافة إلى الجراثيم، هناك التلوث والمواد المثيرة للحساسية والتي تعمل جميعها كعوامل مهيجة في البيئة التي تزيد من انخفاض مناعة أطفالنا.
  5. عدم كفاية عادات النظافة: كم من الأمهات يقمن بالتأكد من أن أطفالهن يغسلون أيديهم بشكل منتظم بصابون مضاد للجراثيم أو غسيل عادي على الاقل؟ كم من الأمهات يتأكدن من أن أطفالهن يستحمون بمثل هذا الصابون؟ للأسف الجواب غير مهم لأن الحقائق البيئية تتغير نحو الأسوأ، وبالتالي هناك حاجة متزايدة إلى حماية أكثر تطورًا لمحاربة المزيد من الجراثيم المتطورة والأمراض. ببساطة، غسل الأيدي بالصابون ليس كافيًا إذا لم يعط أطفالكم أفضل حماية.

مع تغير الأزمنة، هناك حاجة متزايدة للتحوّل إلى نظام شامل للنظافة الصحية، ابتداء من عادات النظافة الصحية الأساسية في غسل ملابس أطفالكم، والعابهم، وحقيبة المدرسة، وغيرها من أشيائهم وبشكل منتظم بمنتجات مضادة للبكتريا. ونحن كأمهات عصريات يجب علينا التأكد أن أطفالنا يتناولون وجبات طعام متوازنة ومغذية لمساعدتهم على بناء جهاز مناعة أفضل وأقوى، بدلاً من مجرد الاعتماد على الأدوية للقيام بدورها، ويجب أن نتذكر دائمًا الحكمة القائلة أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

ملكنا خبرتنا