الذهاب إلى المحتوى الرئيسي

غالبًا ما يشعر أطفالي أنني أبالغ في تصرفاتي عندما يتعلق الأمر بحمايتهم من الجراثيم، لكن ولكوني أمًا لطفلين، أعلم مدى المعاناة الشديدة لكل أم وأب عندما يصاب الطفل بالمرض. على أي حال، وبما أن الأطفال أكثر عرضة للأمراض، وغالبًا مايصابون بمرض ما أو آخر، هناك حاجة ماسة متزايدة لحمايتهم من ذلك، ولتحقيق ذلك، من المهم جدًا معرفة بعض الأسباب الكامنة وراء حاجة أطفالنا لحماية إضافية في عالم اليوم، ولماذا من الضروري أن نكون حذرين بشكل أكثر مما يجب.

  1. ضعف جهاز المناعة: اثناء قيامي بالبحث عن الأمراض الشائعة التي يصاب بها الأطفال، وجدت أن واحدًا من الأسباب الرئيسية المتكررة للإصابة بالمرض هو مناعة الأطفال. إن القابلية المتزايدة لأطفالنا للإصابة بالمرض، عائدة بشكل أساسي إلى أن جهازهم المناعي غير مكتمل التطوّر. ذلك يعني أن جسم الطفل ليس قابلاً بعد على بناء آلية الدفاع الطبيعية لصد الجراثيم، والعدوى، وذلك يجعل الطفل أو الطفلة أكثر عرضة للتهديدات والمخاطر البيئية.
  2. تعرضهم بشكل أكثر لأسطح غير صحية: كوني أمًا، أعرف أنك أنت أيضًا تعتنين بنظافة طفلك الصحية، لكننا لانستطيع أن نكون دائمًا في كل الأمكنة بنفس الوقت، اليس كذلك؟ أطفالنا على الأغلب أكثر تعرضًا للجراثيم بسبب بيئتهم المحيطة بهم، وكذلك فإن العيش في بالون معقم خال من الجراثيم هو أمر مستحيل، فالأطفال بطبيعتهم يحبون اللعب ولايهتمون للوحل والأتربة أثناء اللعب، وغالبًا ما يتبادلون الأشياء مع أطفال آخرين قد لايكونون نظيفون صحيًا مثل أطفالك، كذلك يقوم الأطفال بلمس الاشياء غير النظيفة مثل مقابض أبواب باص المدرسة، وكرة القدم، ودرابزينات الدرج...الخ. وهم معرضون لانتقال العدوى إليهم من الأطفال الآخرين.
  3. المخاطر البيئية العصرية: البيئة التي نعيش فيها اليوم ملوثة بشكل كبير إلى حد لا يدعو للاستغراب من شدة حذري  حول صحة أطفالي. كما أن التصاعد المستمر في التلوث البيئي هو سبب رئيسي آخر في العدد المتزايد من الأمراض التي يصاب بها الأطفال اليوم، بسبب تعرضهم المستمر للسموم الضارة بصحتهم بشكل يومي. هواؤنا الذي نتنفسه اليوم أكثر تلوثُا، والمياه أكثر تلوثُا، حتى الطعام الذي نتناوله يحتوي على المزيد من الكيماويات أكثر من اي وقت مضى.
  4. الجراثيم أقوى وأكثر مقاومة: كنت أعتقد أن أطفالي بأمان أكثر مما كنت عليه أنا شخصيًا لسنين عديدة خلت، طالما أن العلوم الطبية حققت نجاحًا كبيرًا في الوقاية والسيطرة على الكثير من الأمراض. غير ان الجراثيم وخلال مدة من الزمن، هي أيضًا تطوّرت لتصبح أكثر مقاومة، وكل يوم نسمع عن ظهور فيروسات وأمراض جديدة لم نسمع بها من قبل، وعلى ذلك فإن أطفالنا الذين هم في طور مرحلة نمو ديناميكية، والذين مازال جهازهم المناعي في مرحلة التطور والنمو، قد لا يكونوا قادرين على محاربة هذه الأمراض لأن خلايا جهازهم المناعي لاتستطيع التعرف على تلك الجراثيم الجديدة الأقوى من ذي قبل، ولا القيام برد الفعل المناسب تجاهها. 
  5. تغير المناخ: أدت التغيرات المناخية الأخيرة وخاصة ظاهرة الاحتباس الحراري إلى انتشار الأمراض المعدية في جميع أنحاء العالم، وقد اشارت الأبحاث إلى أن بعض الأمراض مثل حمى الضنك، والملاريا ...الخ تنشط بشكل أكثر في درجات الحرارة الدافئة. لاتشكل هذه الأمراض تهديدًا لأطفالي فحسب، بل لنا نحن الكبار أيضًا.
  6. التمسك بروتين النظافة الصحية التقليدية: هذا السبب قد يفسر سبب تسميتي بالأم الموسوسة ذات الرهاب من الجراثيم، رغم ذلك فقد كنت دائمًا كأم مهتمة جدًا بصحة أطفالي، وقمت باتخاذ كل الخطواات والإجراءات اللازمة لحمايتهم من الجراثيم. الآن أصبح من الواضح أن روتين النظافة التقليدي لم يعد كافيًا في عالم اليوم المليء بالجراثيم، بل هناك حاجة متنامية لأسلوب وطريقة نظافة صحية شاملة تتضمن عادات النظافة الأساسية مثل غسل الأيدي والاستحمام بصابون مضاد للبكتريا، مع ممارسات النظافة الأخرى.

تعتبر النظافة الصحية الخطوة الأولى نحو الوقاية من الأمراض ومحاربتها. لقد ضمنت قيامي بزرع عادات النظافة الجيدة مثل غسل الايدي، والاستحمام بصابون مضاد للبكتريا في روتين حياة أطفالي اليومي وبشكل مبكر قدر الإمكان. كذلك تأكدت من أن أطفالي يتناولون  وجبات مغذية ومتوازنة لمساعدتهم على بناء مناعة أفضل وأقوى. في عالمنا اليوم حيث يواصل التلوث التأثير على جميع الناس وعلى نطاق لم يسبق له مثيل، مع ظهور أمراض جديدة، من الضروري للأمهات العاملات مثلي أن يكن دائمًا مستعدات بشكل أفضل وجاهزات لاتخاذ تدابير إضافية للعناية بصحة أطفالهن.

ملكنا خبرتنا